رجل غني إلى المسجد فصلى وجلس, وبينما هو كذلك دخل فتى إلى المسجد بهمة ونشاط, فتقدم وصلى صلاة ذات خشوع, ثم جلس بأدب وراح يتلو القرآن الكريم.
أعجب الغني بتصرفات الفتى, وانتظره حتى انتهى من تلاوة القرآن, فتقدم منه, وسلم عليه وسأله:
من أنت يا بني ؟
أنا يتيم ياعماه, فقدت أبي وامي في حادث سير.
حزن الغني ولكن إعجابه بالفتى ازداد فسأله:
ما رأيك أن تأتي لتعيش معي وتكون لي كالأبن؟
وهل تطعمني إذا جعت؟
نعم..نعم أطعمك أطيب الأطعمة.
وهل تسقيني إذا عطشت؟
نعم..افعل.
وهل تحييني إذا مت؟
وهنا ظهرت الدهشة على وجه الرجل ورد يائساً:
هذا أمر لا استطيعه, فالله هو الذي يحيى ويميت.
قال الفتى: إذن اتركني يا عماه للذي خلقني يرزقني ويطعمني ويسقيني وهو الذي يميتني ثم يحييني .
هّز الرجل رأسه, وغادر المسجد وهو يقول:
صدقت يا بني , لعمري من توكل على الله كفاه